حدث أن دخل المتنبي على سيف الدولة فوجده متكئا، فوقف قريبًا منه ثم أنشأ يقول:
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ مَا تَعَوَّدَا
فأوقفه سيف الدولة ، قائلا حسبك، ثم جلس واستقام في جلسته بعد أن كان متكئا، ثم قال للمتنبي أعد قولك .
فقال:
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ مَا تَعَوَّدَا
وَعَادَةُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ الطَّعْنُ فِي العِدَا
-ثم أنشأ قصيدته كاملة وانتهى منها وانصرف، فاستغرب الذي كان حاضرا في مجلس سيف الدولة، من أمر الخليفة للمتنبي بالتوقف ثم الاعتدال ثم طلبه الإعادة من جديد .
فسأله: لماذا فعلت هذا؟ فأجابه:
إنه لما قال شطر البيت الأول:
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ مَا تَعَوَّدَا
خشيت أن ينظر إلى حالي متكئا فيقول: وَعَادَةُ هَذَا الوَغْدِ أَنْ يَتَمَدَّدَا
.